فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{لَّا يُصَدَّعُونَ عَنۡهَا وَلَا يُنزِفُونَ} (19)

{ لا يصدعون عنها } أي لا تتصدع رؤوسهم من شربها كما تتصدع من شرب خمر الدنيا ، وعنها كناية عن الكأس أي بسببها ، والصداع هو الداء المعروف الذي يلحق الإنسان في رأسه ، والخمر تؤثر فيه ، وقيل : المعنى لا يتفرقون كما يتفرق الشراب ، ويقوي هذا المعنى قراءة مجاهد : يصدعون بفتح الياء وتشديد الصاد ، والأصل يتصدعون أي يتفرقون ، والجملة مستأنفة لبيان ما أعد الله لهم من النعيم .

{ ولا ينزفون } أي لا يسكرون فتذهب عقولهم ، قرئ بالكسر الزاي وبفتحها ، وهما سبعيتان ، من أنزف الشارب ونزف إذا نفد عقله أو شرابه ، أي لا يحصل لهم منها ذهاب عقل ، بخلاف خمر الدنيا