فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{لَّا يُصَدَّعُونَ عَنۡهَا وَلَا يُنزِفُونَ} (19)

{ لاَّ يُصَدَّعُونَ عَنْهَا } أي لا تتصدّع رؤوسهم من شربها كما تتصدّع من شرب خمر الدنيا . والصداع : هو الداء المعروف الذي يلحق الإنسان في رأسه ، وقيل : معنى لا يصدعون لا يتفرقون كما يتفرق الشرّاب ، ويقوّي هذا المعنى قراءة مجاهد : «يصدعون » بفتح الياء وتشديد الصاد ، والأصل يتصدعون : أي يتفرقون ، والجملة مستأنفة لبيان ما أعد الله لهم من النعيم ، أو في محل نصب على الحال ، وجملة : { وَلاَ يُنزِفُونَ } معطوفة على الجملة التي قبلها ، وقد تقدم اختلاف القراء في هذا الحرف في سورة الصافات ، وكذلك تقدّم تفسيره : أي لا يسكرون فتذهب عقولهم ، من أنزف الشارب : إذا نفد عقله أو شرابه ، ومنه قول الشاعر :

لعمري لئن أنزفتم أو صحوتم *** لبئس الندامى كنتم آل أبجرا

/خ26