الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{لَّا يُصَدَّعُونَ عَنۡهَا وَلَا يُنزِفُونَ} (19)

ثم قال : { لا يصدون عنها ولا ينزفون } [ 22 ] أي : لا يصدع رؤوسهم شربها{[66753]} .

وقيل معناه ( لا يتفرقون عنها عرقا كخمر الدنيا ){[66754]} .

ثم قال : { ولا ينزفون } أي : لا تنزف عقولهم ، قاله مجاهد{[66755]} .

وقال قتادة : لا تغلب أحدا على عقله{[66756]} .

وقال أبو عبيدة لا يصدعون عنها : لا تصدع رؤوسهم ، ولا ينزفون : لا يكسرون{[66757]} ومن قرأ بكسر الزاي فمعناه لا ينفذ شرابهم{[66758]} .

وقيل : لا ينزفون : لا تتغير ألوانهم لشربها ، وهو زوال الدم من الوجه .


[66753]:انظر: العمدة 297.
[66754]:ح: "لا يفترقون عنها عن قلى خمر الدنيا" وهو تحريف. وانظر: تفسير الغريب 447.
[66755]:انظر: جامع البيان 27/101 والدر المنثور 8/9.
[66756]:انظر: جامع البيان 27/101.
[66757]:انظر: مجاز أبي عبيدة 2/249.
[66758]:وهي قراءة الكوفيين عند أبي عمرو في التيسير 207، وكذا قرأ عاصم وحمزة والكسائي، راجع حجة القراءات 694، وقال ابن جني في المحتسب 2/308، "يقال: أنزف عبرته: إذا أفنى دمعه بالبكاء، ونزف البئر ينزفها نزفا: إذا استقى ماءها وأنزفت الشيء: إذا أفنيته، فكأنه سبحانه قال: "لا يصدعون عنها ولا ينزفون عقولهم" كما ينزف ماء البئر والنزيف السكران. وكله راجع إلى معنى واحد".