صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{كَلَّاۖ بَل لَّا تُكۡرِمُونَ ٱلۡيَتِيمَ} (17)

{ كلا } ردع للإنسان عن قوليه المحكيين عنه ، وتكذيب له فيهما ؛ فإن الإكرام والإهانة لا يدوران على سعة المال وضيقه . فقد يوسع على الكفر وهو مهان ، وقد يضيق على المؤمن وهو مكرم ؛ للاختبار والامتحان حسبما تقتضيه الحكمة الإلهية . والواجب على الإنسان في حالتي السعة والضيق أن يحمد الله تعالى على سائر نعمه التي لا تحصى ، ويشكر عند الغنى ، ويصبر عند الفقر . { بل لا تكرمون اليتيم } التفات إلى كفار مكة الداخلين فيما سبق دخولا أوليا ؛ لتشديد التقريع والتوبيخ . أي بل لكم أحوال أشد شرا مما ذكر ؟ وأدل على تهالككم على المال وشحكم به ؛ فلا تبرون به أشد الناس حاجة إليه ، وهم فقراء اليتامى .

 
تفسير الجلالين للمحلي والسيوطي - تفسير الجلالين [إخفاء]  
{كَلَّاۖ بَل لَّا تُكۡرِمُونَ ٱلۡيَتِيمَ} (17)

{ كلا بل لا تكرمون اليتيم }

{ كلا } ردع ، أي ليس الإكرام بالغنى والإهانة بالفقر وإنما هو بالطاعة والمعصية ، وكفار مكة لا ينتبهون لذلك { بل لا يكرمون اليتيم } لا يحسنون إليه مع غناهم أو لا يعطونه حقه من الميراث .