الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{كَلَّاۖ بَل لَّا تُكۡرِمُونَ ٱلۡيَتِيمَ} (17)

ثمّ ردّ عليه فقال : { كَلاَّ } لم أبتلِهِ بالغنى لكرامته عليّ ولم ابتلِهِ بالفقر ؛ لهوانه عليّ وأنّ الفقر والغنى من تقديري وقضائي . فلا أُكرم من أكرمته بالغنى وكثرة الدنيا ، ولا أُهين من أهنته بالفقر وقلّة الدنيا ، ولكني إنّما أكرم من أكرمته بطاعتي ، وأُهين من أهنته بمعصيتي ، وقال الفراء : معنى كلا لم ينبغِ له أن يكون هذا ولكن ينبغي أن يحمده على الأمرين على الغنى والفقر .

ثم قال : { بَل لاَّ تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ } يعني أهنت من أهنت من أجل أنّه لا يُكرم اليتيم .

واختلف القرّاء في هذه الآية فقرأ أهل البصرة يكرمون وما بعده كلّه بالياء ، وقرأها الآخرون بالتاء