بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{كَلَّاۖ بَل لَّا تُكۡرِمُونَ ٱلۡيَتِيمَ} (17)

قال الله تعالى : { كَلاَّ } أي : حقاً يعني : ليس إهانتي وإكرامي ، في نزع الماء والولد ، والفقر ، والمرض ، ولكن إهانتي في نزع المعرفة ، وإكرامي بتوفيق المعرفة ، والطاعة . وقال قتادة : لم يكن الغنى من كرامة ، ولم يكن الفقر من الذل . ولكن الكرامة مني ، بتوفيق الإسلام ، والهوان مني بالخذلان عنه . إنما المكرم من أكرم بطاعتي ، والمهان من أهين بمعصيتي . ثم قال : { بَل لاَّ تُكْرِمُونَ اليتيم } يعني : لا تعطون حق اليتيم ، وكان في حجر أمية بن خلف ، يتيم لا يؤدي حقه . فنزلت الآية بسببه ، فصار فيها عظة لجميع الناس . قرأ أبو عمرو ، وابن عامر في إحدى الروايتين ، فقدر بالتشديد ، والباقون بالتخفيف ، ومعناهما واحد .