وقوله : { كَلاَّ } ردع للإنسان القائل في الحالتين ما قال وزجر له ، فإن الله سبحانه قد يوسع الرزق ويبسط النعم للإنسان لا لكرامته ، ويضيقه عليه لا لإهانته ، بل للاختبار والامتحان كما تقدّم . قال الفراء : كلا في هذا الموضع بمعنى أنه لم يكن ينبغي للعبد أن يكون هكذا ، ولكن يحمد الله على الغنى والفقر . ثم انتقل سبحانه من بيان سوء أقوال الإنسان إلى بيان سوء أفعاله فقال : { بَل لاَّ تُكْرِمُونَ اليتيم } والالتفات إلى الخطاب لقصد التوبيخ والتقريع على قراءة الجمهور بالفوقية . وقرأ أبو عمرو ويعقوب بالتحتية على الخبر . وهكذا اختلفوا فيما بعد هذا من الأفعال ، فقرأ الجمهور { تَحُضُّونَ } و { تَأْكُلُونَ } و { تُحِبُّونَ } بالفوقية على الخطاب فيها . وقرأ أبو عمرو ويعقوب بالتحتية فيها ، والجمع في هذه الأفعال باعتبار معنى الإنسان ، لأن المراد به الجنس : أي بل لكم أفعال هي أقبح مما ذكر ، وهي أنكم تتركون إكرام اليتيم ، فتأكلون ماله وتمنعونه من فضل أموالكم . قال مقاتل : نزلت في قدامة بن مظعون وكان يتيماً في حجر أمية بن خلف .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.