صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{عَسَىٰ رَبُّنَآ أَن يُبۡدِلَنَا خَيۡرٗا مِّنۡهَآ إِنَّآ إِلَىٰ رَبِّنَا رَٰغِبُونَ} (32)

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{عَسَىٰ رَبُّنَآ أَن يُبۡدِلَنَا خَيۡرٗا مِّنۡهَآ إِنَّآ إِلَىٰ رَبِّنَا رَٰغِبُونَ} (32)

وتابوا ، وسألوه أن يعوّضهم خيراً من جنتهم { عسى رَبُّنَآ أَن يُبْدِلَنَا خَيْراً مِّنْهَآ إِنَّآ إلى رَبِّنَا رَاغِبُونَ } لعلّه يعطينا خيراً من جنّتنا بتوبتنا ، ويكفّر عنا سيئاتنا .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{عَسَىٰ رَبُّنَآ أَن يُبۡدِلَنَا خَيۡرٗا مِّنۡهَآ إِنَّآ إِلَىٰ رَبِّنَا رَٰغِبُونَ} (32)

ثم رجعوا إلى أنفسهم فقالوا :{ عسى ربنا أن يبدلنا خيراً منها إنا إلى ربنا راغبون } قال عبد الله بن مسعود : بلغني أن القوم أخلصوا ، وعرف الله منهم الصدق ، فأبدلهم بها جنة يقال لها الحيوان ، فيها عنب يحمل البغل منه عنقوداً واحداً .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{عَسَىٰ رَبُّنَآ أَن يُبۡدِلَنَا خَيۡرٗا مِّنۡهَآ إِنَّآ إِلَىٰ رَبِّنَا رَٰغِبُونَ} (32)

" عسى ربنا أن يبدلنا خيرا منها " تعاقدوا وقالوا : إن أبدلنا الله خيرا منها لنصنعن كما صنعت آباؤنا ، فدعوا الله وتضرعوا فأبدلهم الله من ليلتهم ما هو خير منها ، وأمر جبريل أن يقتلع تلك الجنة المحترقة فيجعلها بزغر{[15262]} من أرض الشام ، ويأخذ من الشام جنة فيجعلها مكانها . وقال ابن مسعود : إن القوم أخلصوا وعرف الله منهم صدقهم فأبدلهم جنة يقال لها الحيوان ، فيها عنب يحمل البغل منها عنقودا واحدا . وقال اليماني أبو خالد : دخلت تلك الجنة فرأيت كل عنقود منها كالرجل الأسود القائم . وقال الحسن : قول أهل الجنة " إنا إلى ربنا راغبون " لا أدري إيمانا كان ذلك منهم أو على حد ما يكون من المشركين إذا أصابتهم الشدة ، فيوقف في كونهم مؤمنين . وسئل قتادة عن أصحاب الجنة : أهم من أهل الجنة أم من أهل النار ؟ فقال : لقد كلفتني تعبا . والمعظم يقولون : إنهم تابوا وأخلصوا ، حكاه القشيري . وقراءة العامة " يبدلنا " بالتخفيف . وقرأ أهل المدينة وأبو عمرو بالتشديد ، وهما لغتان . وقيل : التبديل تغيير الشيء أو تغيير حاله وعين الشيء قائم . والإبدال رفع الشيء ووضع آخر مكانه . وقد مضى في سورة " النساء " القول في هذا{[15263]} .


[15262]:زغر: بضم الزاي وفتح الغين المعجمة وآخرها راء.
[15263]:راجع جـ 5 ص 245.
 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{عَسَىٰ رَبُّنَآ أَن يُبۡدِلَنَا خَيۡرٗا مِّنۡهَآ إِنَّآ إِلَىٰ رَبِّنَا رَٰغِبُونَ} (32)

ولما قدموا ما هو أنفع لهم من اللوم المتقضي لإجماعهم على التوبة فعلم بذلك الندم الذي هو أمارة التوبة ، استأنفوا جواباً لمن سأل : هل اقتصروا على التلاوم ؟ قولهم : { عسى } أي يمكن أن يكون{[67593]} وهو جدير وخليق بأن يكون { ربنا } أي الذي أحسن إلينا بتربية هذه الجنة وبإهلاك ثمرها{[67594]} الآن تأديباً لنا { أن يبدلنا } أي من جنتنا شيئاً { خيراً منها } يقيم لنا أمر معاشنا فتنقلب أحوالنا هذه التي{[67595]} نحن فيها من الهموم والبذاذة{[67596]} بسرور ولذاذة بما أفاده{[67597]} إيقاع الفعل على ضميرهم ، وقراءة أبي عمرو ونافع بالتشديد وقراءة الباقين بالتخفيف وهما متقاربتان غير أن التشديد يدل على التدريج{[67598]} ، فالتخفيف أبلغ معنى : وإنما تعلق رجاؤنا بسبب توبتنا وعلمنا بأن{[67599]} ربنا قادر على ما يريد ، ولا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون .

ولما دل هذا الدعاء على إقبالهم على الله وحده صرحوا وأكدوا لأن حالهم الأول كان حال من ينكر منه مثل ذلك فقالوا معللين : { إنا } ولما كان المقام للتوبة والرجوع عن الحوبة ، عبروا بأداة الانتهاء إشارة إلى بعدهم عن الحضرات الربانية تأدباً منهم فقالوا : { إلى ربنا } أي المحسن إلينا والمربي لنا بالإيجاد ثم الإبقاء خاصة لا إلى غيره سبحانه{[67600]} { راغبون * } أي ثابتة رغبتنا ورجاؤنا الخير والإكرام بعد العفو ، وقد قيل إن الله تعالى جلت قدرته قبل رجوعهم وأخلف عليهم فأبدلهم جنة يقال لها الحيوان{[67601]} بحيث كان{[67602]} القطف الواحد منها{[67603]} يحمله وحده من كبره البغل - رواه البغوي{[67604]} عن ابن مسعود ،


[67593]:- زيد من ظ.
[67594]:- من م، وفي الأصل وظ: تمرتها.
[67595]:- من ظ وم، وفي الأصل: الذي.
[67596]:- من ظ وم، وفي الأصل: البلادة.
[67597]:- من ظ وم، وفي الأصل: أداه.
[67598]:- في م: تدريج.
[67599]:- من ظ وم، وفي الأصل: أن.
[67600]:- سقط من ظ وم.
[67601]:- من ظ وم، وفي الأصل: حيث إن.
[67602]:- من ظ وم، وفي الأصل: حيث إن.
[67603]:- زيد من ظ وم.
[67604]:- في المعالم بهامش اللباب 7/112.