البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{عَسَىٰ رَبُّنَآ أَن يُبۡدِلَنَا خَيۡرٗا مِّنۡهَآ إِنَّآ إِلَىٰ رَبِّنَا رَٰغِبُونَ} (32)

{ عسى ربنا أن يبدلنا } : أي بهذه الجنة ، { خير منها } : وتقدم الكلام في الكهف ، والخلاف في تخفيف يبدلنا ، وتثقيلها منسوباً إلى القراء .

{ إنا إلى ربنا راغبون } : أي طالبون إيصال الخير إلينا منه .

والظاهر أن أصحاب هذه الجنة كانوا مؤمنين أصابوا معصية وتابوا .

وقيل : كانوا من أهل الكتاب .

وقال عبد الله بن مسعود : بلغني أن القوم دعوا الله وأخلصوا ، وعلم الله منهم الصدق فأبدلهم بها جنة ، وكل عنقود منها كالرجل الأسود القائم .

وعن مجاهد : تابوا فأبدوا خيراً منها .

وقال القشيري : المعظم يقولون أنهم تابوا وأخلصوا . انتهى .

وتوقف الحسن في كونهم مؤمنين وقال : أكان قولهم : { إنا إلى ربنا راغبون } إيماناً ، أو على حد ما يكون من المشركين إذا أصابتهم الشدة ؟ .