صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{وَمَا تَشَآءُونَ إِلَّآ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ رَبُّ ٱلۡعَٰلَمِينَ} (29)

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{وَمَا تَشَآءُونَ إِلَّآ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ رَبُّ ٱلۡعَٰلَمِينَ} (29)

{ وَمَا تَشَآءُونَ إِلاَّ أَن يَشَآءَ الله رَبُّ العالمين } وكلٌّ إليه راجعون .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَمَا تَشَآءُونَ إِلَّآ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ رَبُّ ٱلۡعَٰلَمِينَ} (29)

{ وما تشاؤون إلا أن يشاء الله رب العالمين } أي أعلمهم أن المشيئة في التوفيق إليه وأنهم لا يقدرون على ذلك إلا بمشيئة الله ، وفيه إعلام أن أحداً لا يعمل خيراً إلا بتوفيق الله ولا شراً إلا بخذلانه .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَمَا تَشَآءُونَ إِلَّآ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ رَبُّ ٱلۡعَٰلَمِينَ} (29)

" لمن شاء منكم أن يستقيم " أي يتبع الحق ويقيم عليه . وقال أبو هريرة وسليمان بن موسى : لما نزلت " لمن شاء منكم أن يستقيم " قال أبو جهل : الأمر إلينا ، إن شئنا استقمنا ، وإن شئنا لم نستقم - وهذا هو القدر ، وهو رأس القدرية - فنزلت : " وما تشاؤون إلا أن يشاء الله رب العالمين " ، فبين بهذا أنه لا يعمل العبد خيرا إلا بتوفيق الله ، ولا شرا إلا بخذلانه . وقال الحسن : والله ما شاءت العرب الإسلام حتى شاءه الله لها . وقال وهب بن منبه : قرأت في سبعة{[15835]} وثمانين كتابا مما أنزل الله على الأنبياء : من جعل إلى نفسه شيئا من المشيئة فقد كفر . وفي التنزيل : " ولو أننا نزلنا إليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء قبلا ما كانوا ليؤمنوا إلا أن يشاء الله " [ الأنعام : 111 ] . وقال تعالى : " وما كان لنفس أن تؤمن إلا بإذن الله " [ يونس : 100 ] . وقال تعالى : " إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء " [ القصص : 56 ] والآي في هذا كثير ، وكذلك الأخبار ، وأن الله سبحانه هدى بالإسلام ، وأضل بالكفر ، كما تقدم في غير موضع . ختمت السورة والحمد لله .


[15835]:في تفسير الثعلبي: بضعة وثمانين.

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَمَا تَشَآءُونَ إِلَّآ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ رَبُّ ٱلۡعَٰلَمِينَ} (29)

ولما كان ذلك ربما تعنت به المتعنت في خلق الأفعال ، قال نافياً لاستقلالهم ومثبتاً للكسب : { وما تشاءون } أي أيها الخلائق الاستقامة { إلا أن يشاء الله } أي الملك الأعلى الذي لا حكم لأحد سواه مشيئتكم ، وإن لم يشأها لم تقدروا على مشيئة ، فادعوه مخلصين له الدين يشأ{[71983]} لكم ما يرضيه فيوفقكم إليه ، وعن وهب بن منبه أنه قال : الكتب التي أنزلها الله {[71984]}على الأنبياء{[71985]} عليهم الصلاة والسلام بضع وتسعون{[71986]} كتاباً قرأت منها بضعاً وثمانين-{[71987]} كتاباً فوجدت فيها : من جعل إلى نفسه شيئاً من المشيئة فقد كفر - انتهى .

ومن تأمل هذه الآية أدنى تأمل علم أن كلام المعتزلة بعدها في القدر دليل على أن الإنسان إذا كان له هوىً لا يرده شيء أصلاً

{ ومن يضلل الله فما له من هاد }[ الرعد : 33 ] .

ولما وصف نفسه سبحانه بأنه لا يخرج شيء عن أمره ، أتبع ذلك الوصف بما هو كالعلة لذلك فقال : { رب العالمين * } أي الموجد {[71988]}لهم والمالك{[71989]} والمحسن إليهم والمربي لهم وهو أعلم بهم منهم ، فلأجل ذلك لا يقدرون إلا على ما قدرهم{[71990]} عليه ، ويجب على كل منهم طاعته و-{[71991]} الإقبال بالكلية عليه سبحانه وتعالى وشكره استمطاراً للزيادة-{[71992]} ، فلهذه الربوبية صح تصرفه في الشمس و{[71993]}ما تبعها مما{[71994]} ذكر أول السورة لإقامة الساعة لأجل حساب الخلائق ، والإنصاف بينهم بقطع كل العلائق ، كما يفعل كل رب مع من يربيه فكيف بأحكم الحاكمين وأرحم الراحمين ! فقد التقى طرفاها على أشرف الوجوه وأجلاها ، وانتظم أول الانفطار بما له من بديع الأسرار ، فالتكوير كالانشقاق والتفطير ، والانكدار مثل التساقط والانتشار ، {[71995]}والله سبحانه هو أعلم بالصواب{[71996]} .


[71983]:من ظ و م، وفي الأصل: يشأكم.
[71984]:من ظ و م، وفي الأصل: يشأكم.
[71985]:من م، وفي الأصل و ظ: عليهم.
[71986]:من م، وفي الأصل و ظ: عليهم.
[71987]:من ظ و م، وفي الأصل: ستون.
[71988]:زيد من ظ و م.
[71989]:من ظ و م، وفي الأصل: والمالك لهم.
[71990]:من ظ و م، وفي الأصل: والمالك لهم.
[71991]:زيد من ظ و م.
[71992]:زيد من ظ و م.
[71993]:من ظ و م، وفي الأصل: معها.
[71994]:من ظ و م، وفي الأصل: معها.
[71995]:سقط ما بين الرقمين من ظ و م.
[71996]:سقط ما بين الرقمين من ظ و م.