الآية 29 : وقوله تعالى : { وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين } فإن كان قوله : { لمن شاء منكم } على تحقيق المشيئة ، فمعناه : أنكم لا تشاؤون الاستقامة على ما ذكرنا إلا أن يشاء الله .
وإن كان على تحقيق الفعل فتأويله أنكم ما استقمتم على الطريقة إلا بمشيئة الله تعالى .
قال بعضهم : تأويل قوله : { وما تشاءون } إنزال هذا الكتاب ، فأنزله الله تعالى على رسوله صلى الله عليه وسلم بغير مشيئتكم . وهذا غير محتمل عندنا لأنه قد سبق من القوم الإرادة والسؤال بإرسال الرسول إليهم بقوله : { وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جاءهم نذير ليكونن أهدى من إحدى الأمم } [ فاطر : 42 ] فثبت أنه قد سبق منهم السؤال بإرسال الرسول وإنزال الكتاب عليه ، وكان{[23216]} تأويله ما ذكرنا .
ثم في هذه الآية دلالة أن كل من شاء الله تعالى منه الاستقامة توجد منه الاستقامة ، ولا يجوز أن يشاء من أحد استقامته ، ولا يستقيم كما قالت المعتزلة لأن الله تعالى منّ على من استقام بمشيئة استقامته . فلو لم توجد الاستقامة من كل [ من ]{[23217]} شاء الاستقامة لم يكن للامتنان معنى ، لأن الاستقامة وغير الاستقامة تكون به لا بالله تعالى ، والله المستعان [ ولا حول ولا قوة ، إلا بالله العلي العظيم ]{[23218]}
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.