" ففتحنا أبواب السماء " أي فأجبنا دعاءه وأمرناه باتخاذ السفينة وفتحنا أبواب السماء " بماء منهمر " أي كثير . قاله السدي . قال الشاعر :
أعينيّ جودا بالدموع الهَوَامِرِ *** على خير بادٍ من مَعَدٍّ وحاضرِ
وقيل : إنه المنصب المتدفق ، ومنه قول امرئ القيس يصف غيثا :
راحَ تَمْرِيهِ الصَّبا ثم انتَحَى *** فيه شُؤْبُوبُ جنوبٍ منهمر{[14460]}
الهَمْر الصب ، وقد همر الماء والدمع يهمر همرا . وهمر أيضا إذا أكثر . الكلام وأسرع . وهمر له من ماله أي أعطاه . قال ابن عباس : ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر{[14461]} من غير سحاب لم يقلع أربعين يوما . وقرأ ابن عامر ويعقوب : " ففتحنا " مشددة على التكثير . الباقون " ففتحنا " مخففا . ثم قيل ، : إنه فتح رِتَاجها وسعة مسالكها . وقيل : إنه المجرة وهي شرج السماء ومنها فتحت بماء منهمر ، قاله علي رضي الله عنه .
ولما استجاب له سبحانه ، سبب عن دعائه قوله ، عائداً إلى مظهر العظمة إعلاماً بمزيد الغضب الموجب دائماً للاستيعاب بالغضب : { ففتحنا } أي تسبب عن دعائه أنا فتحنا{[61758]} فتحاً يليق بعظمتنا { أبواب السماء } كلها في جميع الأقطار ، وعبر بجمع القلة عن الكثرة لأن عادة العرب أن تستعيره لها وهو أرشق وأشهر من بيبان ، وسياق العظمة يأبى كونه لغيرها . ولما كان المراد تهويل أمر الماء بذكر حاله التي كان عليها حتى كأن المحدث بذلك شاهده جعلت كأنه آية فتحت بها السماء فقال : { بماء منهمر * } أي منصب بأبلغ ما يكون من السيلان والصب عظماً وكثرة ، ولذلك لم يقل : بمطر ، لأنه خارج عن تلك العادة ، واستمر ذلك أربعين يوماً
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.