قوله : ( فَفَتَحْنَا ) تقدم الخلاف في فتحنا في الأنعام{[53963]} . والمراد من الفتح والأبواب والسماء حقائقها وأن للسماء أبواب تُفْتَحُ وتُغْلَقُ .
قال علي - رضي الله عنه - : هي المَجَرَّة وهي شرع السماء ومنها فتحت بماء منهمر . وقيل : هذا على سبيل الاستعارة ؛ فإِن الظاهر أن الماء كان من السحاب فهو كقول القائل في المطر الوابل : «جَرَتْ مَيَازِيبُ السَّمَاء » .
وفي قوله : «فَفَتَحْنَا » بيان بأن الله انْتَصَرَ منهم ، وانتقم بماء لا بجُنْدٍ أنزله ومن العجب أنهم كانوا يطلبون المطر سنين ، فأهلكهم الله بمَطْلُوبِهِمْ{[53964]} .
قوله : ( بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ ) في الباء وجهان :
أظهرهما : أنها للتعدية ويكون ذلك على المبالغة في أنه جعل الماء كالآلة المُفْتَتَحِ بها ، كما تقول فَتَحْتُ بالمَفَاتِيحِ{[53965]} .
والثاني : أنها للحال أي فتحناها ملتبسةً بهذا الماء{[53966]} والمُنْهَمرُ : الغزير النازل بقوة . وأنشد امرؤ القيس :
رَاحَ تَمْرِيهِ الصَّبَا ثُمَّ انْتَحَى *** فِيهِ شُؤْبُوب جَنُوبٍ مُنْهَمِرْ{[53967]}
واستعير ذلك في قولهم : هَمَرَ الرَّجُلُ في كلامه إذا أكثر الكلام وأسرع ، وفلانٌ يُهَامِرُ الشيء أي يحرفه ، وهَمَّرَ لَهُ من ماله أعطاه بكَثْرَة{[53968]} .
والمنهمر الكثير قاله السُّدِّيُّ ( رحمة الله عليه ) {[53969]} قال الشاعر :
أَعَيْنَيَّ جُودَا بالدُّمُوعِ الهَوَامِرِ *** عَلَى خَيْرِ بَادٍ مِنْ معَدٍّ وَحَاضِرِ{[53970]}
قال المفسرون : معنى منهمر أي منصب انْصباباً شديداً . قال ابن عباس : منهمر من غير سحاب لم ينقطع أربعين يوماً . وقيل : ثمان .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.