فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{فَفَتَحۡنَآ أَبۡوَٰبَ ٱلسَّمَآءِ بِمَآءٖ مُّنۡهَمِرٖ} (11)

ثم ذكر سبحانه ما عاقبهم به فقال :{ ففتحنا } مخففا ومشددا ، وهما سبعيتان { أبواب السماء } أي كلها في جميع الأقطار ، وهو على ظاهره ، وللسماء أبواب تفتح وتغلق ، ولا يستبعد ذلك لأنه قد صح في الحديث أن للسماء أبوابا ، وقيل هو على الاستعارة فإن الظاهر أن يكون المطر من السحاب ، والأول أولى { بماء } الباء للتعدية على المبالغة ، حيث جعل الماء كالآلة التي يفتح بها ، كما تقول : فتحت بالمفتاح { منهمر } غزير ، نازل بقوة ، أي منصبا انصبابا شديدا في كثرة وتدافع ، لم ينقطع أربعين يوما ، والهمر : الصب بكثرة يقال : همر الماء والدمع يهمر همرا وهمورا إذا كثر .