روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني للآلوسي - الآلوسي  
{فَفَتَحۡنَآ أَبۡوَٰبَ ٱلسَّمَآءِ بِمَآءٖ مُّنۡهَمِرٖ} (11)

{ فَفَتَحْنَا أبواب السماء بِمَاء مُّنْهَمِرٍ } أي منصب ، وقيل : كثير قال الشاعر

: أعيناي جوداً بالدموع ( الهوامر ) *** على خير باد من معد وحاضر

والباء للآلة مثلها في فتحت الباب بالمفتاح ، وجوز أن تكون للملابسة والأول أبلغ ، وفي الكلام استعارة تمثيلية بتشبيه تدفق المطر من السحاب بانصباب أنهاء انفتحت بها أبواب السماء وانشق أديم الخضراء . وهو الذي ذهب إليه الجمهور ، وذهب قوم إلى أنه على حقيقته وهو ظاهر كلام ابن عباس .

/ أخرج ابن المنذر . وابن أبي حاتم عنه أنه قال : لم تمطر السماء قبل ذلك اليوم ولا بعده إلا من السحاب ، وفتحت أبواب السماء بالماء من غير سحاب ذلك اليوم فالتفى الماآن ، وفي رواية لم تقلع أربعين يوما ، وعن النقاش أنه أريد بالأبواب المجرة وهي شرج السماء كشرح العيبة ، والمعروف من الأرصاد أن المجرة كواكب صغار متقاربة جداً ، والله تعالى أعلم .

ومن العجيب أنهم كانوا يطلبون المطر سنين فأهلكهم الله تعالى بمطلوبهم ، وقرأ ابن عامر . وأبو جعفر . والأعرج . ويعقوب { فَفَتَحْنَا } بالتشديد لكثرة الأبواب ، والظاهر أن جمع القلة هنا للكثرة .