صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{قَالُواْ رَبَّنَا مَن قَدَّمَ لَنَا هَٰذَا فَزِدۡهُ عَذَابٗا ضِعۡفٗا فِي ٱلنَّارِ} (61)

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{قَالُواْ رَبَّنَا مَن قَدَّمَ لَنَا هَٰذَا فَزِدۡهُ عَذَابٗا ضِعۡفٗا فِي ٱلنَّارِ} (61)

( قالوا ) يعني الأتباع ( ربنا من قدم لنا هذا ) قال الفراء : من سوغ لنا هذا وسنه . وقال غيره : من قدم لنا هذا العذاب بدعائه إيانا إلى المعاصي ( فزده عذابا ضعفا في النار ) وعذابا بدعائه إيانا فصار ذلك ضعفا . وقال ابن مسعود : معنى عذابا ضعفا في النار الحيات والأفاعي . ونظير هذه الآية قوله تعالى : ( ربنا هؤلاء أضلونا فآتهم عذابا ضعفا من النار ) [ الأعراف : 38 ] .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{قَالُواْ رَبَّنَا مَن قَدَّمَ لَنَا هَٰذَا فَزِدۡهُ عَذَابٗا ضِعۡفٗا فِي ٱلنَّارِ} (61)

لما كان قول الأتباع هذا مفهماً لأنهم علموا أن سبب ما وصلوا إليه من الشقاء هو الرؤساء ، وكان هذا موجباً لنهاية غيظهم منهم ، تشوف السامع لما يكون من أمرهم معهم ؟ هل يكتفون بما أجابوهم به أو يكون أمنهم شيء آخر ؟ فاستأنف قوله إعلاماً بأنهم لم يكتفوا بذلك وعلموا أنهم لا يقدرون على الانتقام منهم : { قالوا } أي الأتباع : { ربنا } أي أيها المحسن إلينا الذي منعنا هؤلاء عن الشكر له { من قدم لنا هذا } أي العذاب بما قدم لنا من الأسباب التي اقتحمناه ، وقدموا ذلك اهتماماً به وأجابوا الشرط بقولهم : { فزده } أي على العذاب الذي استحقه بما استحققنا به نحن وهو الضلال { عذاباً ضعفاً } أي زائداً على ذلك مثله مرة أخرى بالإضلال ، وقيدوه طلباً لفخامته بقولهم معبرين بالظرف لإفهام الضيق الذي تقدم الدعاء المجاب فيه به ليكون عذاباً آخر فهو أبلغ مما في الأعراف لأن السياق هنا للطاغين وهناك لمطلق الكافرين { في النار } أي كائناً فيها ، وهذا مثل الآية الأخرى ربنا آتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعنا كبيراً أي مثل عذابنا مرّتين .