اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{قَالُواْ رَبَّنَا مَن قَدَّمَ لَنَا هَٰذَا فَزِدۡهُ عَذَابٗا ضِعۡفٗا فِي ٱلنَّارِ} (61)

قوله : { قَالُوا } يعني الأتباع «رَبَّنَا مَنْ قَدَّمَ لَنَا هَذَا » أي شرعَهُ وسنَّهُ لنا فزده عذاباً ضعفاً أي مضاعفاً «فِي النًَّارِ » ونظيره قوله تعالى : { رَبَّنَا هؤلاء أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَاباً ضِعْفاً مِّنَ النار } [ الأعراف : 38 ] وقولهم { إِنَّآ أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَآءَنَا فَأَضَلُّونَا السبيلا رَبَّنَآ آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ العذاب والعنهم لَعْناً كَبِيراً } [ الأحزاب : 67-68 ] .

فإن قيل : كل مِقْدَارٍ يفرض من العذاب فإن كان بقدر الاستحقاق لم يكن مضاعفاً وإن كان زائداً عليه كان ظلماً وإنه لا يجوز .

فالجواب : المراد منه قوله - صلى الله عليه وسلم - «مَنْ سَنَّ سُنَّةً سَيِّئَةً فَعَلَيْهِ وزْرُها ووِزْرُ من عَمِلَ بِهَا إلى يَوم الْقِيَامَةِ » والمعنى أنه يكون أحد القِسمين عذاب الضَّلاَلِ ، والثَّانِي عذاب الإضْلاَلِ ، والله أعلم .