تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{قَالُواْ رَبَّنَا مَن قَدَّمَ لَنَا هَٰذَا فَزِدۡهُ عَذَابٗا ضِعۡفٗا فِي ٱلنَّارِ} (61)

قوله تعالى : { قَالُوا رَبَّنَا مَنْ قَدَّمَ لَنَا هَذَا فَزِدْهُ عَذَابًا ضِعْفًا فِي النَّارِ } هذا كقوله { قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولَاهُمْ رَبَّنَا هَؤُلَاءِ أَضَلُّونَا فَآَتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِنَ النَّارِ } [ الأعراف : 38 ] هذا قول الأتباع للقادة والرؤساء منهم ، ثم ردت القادة على الأتباع ، وهو قوله عز وجل : { وَقَالَتْ أُولَاهُمْ لِأُخْرَاهُمْ فَمَا كَانَ لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ } [ الأعراف : 39 ] . فعلى ذلك المناظرة التي ذكرت ههنا بين القادة والأتباع .

ثم قوله عز وجل : { أنتم قدمتموه لنا } أي أنتم شرعتموه لنا في الدنيا ، وسننتموه . وكذلك قولهم : { من قدم لن هذا } أي من شرع لنا هذا وسن الدين الذي كنا عليه ، أمرنا به { فزده عذابا ضعفا في النار } وهو كما ذكر في سورة سبإ حين قالوا : { إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَنْ نَكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَنْدَادًا } [ سبإ : 33 ] والله أعلم .