فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{قَالُواْ رَبَّنَا مَن قَدَّمَ لَنَا هَٰذَا فَزِدۡهُ عَذَابٗا ضِعۡفٗا فِي ٱلنَّارِ} (61)

ثم حكى عن الأتباع أيضاً : أنهم أردفوا هذا القول بقول آخر ، وهو : { قَالُواْ رَبَّنَا مَن قَدَّمَ لَنَا هذا فَزِدْهُ عَذَاباً ضِعْفاً في النار } أي : زده عذاباً ذا ضعف ، والضعف بأن يزيد عليه مثله ، ومعنى من { قدّم لنا هذا } : من دعانا إليه ، وسوّغه لنا . قال الفراء : المعنى من سوّغ لنا هذا ، وسنه ، وقيل معناه : قدّم لنا هذا العذاب بدعائه إيانا إلى الكفر ، فزده عذاباً ضعفاً في النار ، أي : عذاباً بكفره ، وعذاباً بدعائه إيانا ، فصار ذلك ضعفاً ، ومثله قوله سبحانه : { رَبَّنَا هَؤُلاء أَضَلُّونَا فَئَاتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مّنَ النار } [ الأعراف : 38 ] وقوله : { رَبَّنَا ءاتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ العذاب } [ الأحزاب : 68 ] وقيل : المراد بالضعف هنا : الحيات والعقارب .

/خ70