الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{قَالُواْ رَبَّنَا مَن قَدَّمَ لَنَا هَٰذَا فَزِدۡهُ عَذَابٗا ضِعۡفٗا فِي ٱلنَّارِ} (61)

قوله : { مَن قَدَّمَ } : يجوزُ أَنْ تكونَ " مَنْ " شرطيةً ، و " فَزِدْه " جوابَها ، وأنْ تكونَ استفهاميَّة ، و " قَدَّم " خبرُها . أي : أيُّ شخصٍ قَدَّم لنا هذا ، ثم استأنفوا دُعاءً بقولِهم " فَزِدْه " ، وأنْ تكونَ موصولةً بمعنى الذي ، وحينئذٍ يجوزُ فيها وجهان : الرفعُ بالابتداء ، والخبر " فَزِدْه " والفاءُ زائدةٌ تَشْبيهاً له بالشرطِ . والثاني : أنها منصوبةٌ بفعلٍ مقدرٍ على الاشتغالِ ، والكلامُ في مثلِ هذه الفاءِ قد تقدَّم ، وهذا الوجهُ يجوزُ عند بعضِهم حالَ كونِها شرطيةً أو استفهاميةً أعني الاشتغالَ ، إلاَّ أنَّه لا يُقَدَّرُ الفعلُ إلاَّ بعدها ؛ لأنَّ لها صدرَ الكلامِ و " ضِعْفاً " نعتٌ لعذاب أي : مضاعَفاً .

قوله : " في النارِ " يجوزُ أَنْ يكونَ ظرفاً ل " زِدْه " ، أو نعتاً ل " عذاب " ، أو حالاً منه لتخصيصِه ، أو حالاً من المفعول " زِدْه " .