البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{قَالُواْ رَبَّنَا مَن قَدَّمَ لَنَا هَٰذَا فَزِدۡهُ عَذَابٗا ضِعۡفٗا فِي ٱلنَّارِ} (61)

ولم يكتف الأتباع برد الدعاء على رؤسائهم ، ولا بمواجهتهم بقوله : { أنتم قدمتموه لنا } . حتى سألوا من الله أن يزيد رؤساءهم ضعفاً من النار ، والمعنى : من حملنا على عمل السوء حتى صار جزاءنا النار ، { فزده عذاباً ضعفاً } ، كما جاء في قول الأتباع : { ربنا آتهم } ، أي بساداتهم ، { ضعفين من العذاب } { ربنا هؤلاء أضلونا فأتهم عذاباً ضعفاً من النار } ولما كان الرؤساء ضلالاً في أنفسهم وأضلوا اتباعهم ، ناسب أن يدعو عليهم بأن يزيدهم ضعفاً ، كما جاء : فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة ، فعلى هذا الضمير في قوله : { قالوا } للاتباع ، ومن قدم : هم الرؤساء .

وقال ابن السائب : { قالوا ربنا } إلى آخره ، قول جميع أهل النار .

وقال الضحاك : { من قدم } ، هو إبليس وقابيل .

وقال ابن مسعود : الضعف حيات وعقارب .