وقوله تعالى : ( وَلَقَدْ بَوَّأْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ ) قال عامة أهل التأويل : بوأنا : أنزلنا بني إسرائيل منزل صدق . وقال بعضهم : بوأنا : هيأنا لبني إسرائيل ( مبوأ صدق ) مهيأ صدق حسنا كقوله : ( وإذ غدوت من أهلك تبوء المؤمنين )الآية[ آل عمران : 121 ] أي تهيء للمؤمنين . وقال بعضهم : قوله : ( وَلَقَدْ بَوَّأْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ ) أي مكناهم تمكين صدق ، وهو كقوله : ( ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ) ( ونمكن لهم في الأرض )الآية[ القصص : 5و6 ] يحتمل ما ذكر من التبوئة التمكن الذي ذكر في هذه الآية .
وقوله تعالى : ( وَرَزَقْنَاهُمْ مِنْ الطَّيِّبَاتِ ) قال بعضهم : منزل صدق أي كريم ، وقال : منزل صدق أي حسن ويحتمل وجهين آخرين .
أحدهما : أنه وعد لهم أن يمكن لهم في الأرض ، فأنجز ذلك الوعد فهو مبوأ صدق أي ممكن[ في الأصل وم : تمكين ] صدق حين[ في الأصل وم : حيث ] أنجز ذلك الوعد ، وصدق الوعد ما ذكر ( وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون ) الآية[ الأعراف : 137 ] .
والثاني : ( مبوأ صدق ) أي مبوأ أهل صدق لأن الشام كان لم يزل منزل أهل صدق ، وعلى هذا يخرج قوله : ( وقل ربي أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق )الآية[ الإسراء : 80 ] أي أخرجني مخرج أهل صدق ، وأدخلني مدخل أهل صدق ، والله أعلم .
وقوله تعالى : ( وَرَزَقْنَاهُمْ مِنْ الطَّيِّبَاتِ ) قال أهل التأويل : يعني المن والسلوى ، ولكن الطيبات التي طابت بها الأنفس مما حل بالشرع مما لا تبعة على أربابها مما لم يعص فيها .
وقوله تعالى : ( فَمَا اخْتَلَفُوا حَتَّى جَاءَهُمْ الْعِلْمُ ) أي فما اختلفوا في الدين إلا من بعد ما جاءهم العلم أنه حق ، وقيل : فما اختلفوا في محمد في أنه رسول الله إلا من بعد جاءهم العلم أنه رسول الله ، وقيل : فما اختلفوا في القرآن والآيات التي أنزلها على رسوله إلا من بعد ما جاءهم العلم أنه منزل من عند الله . ويحتمل قوله : ( فما اختلفوا ) في موسى أنه رسول الله .
وقوله تعالى : ( إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ) الآية ظاهرة من الوجوه التي ذكرت[ في الأصل وم : ذكر ] .
وقوله تعالى : ( إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ ) يحتمل وجهين :
أحدهما : الجزاء والثواب ، والثاني : في تبيين المحق والمبطل .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.