وقوله[ من م ، في الأصل : وأما قوله ] تعالى : ( فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ ) قيل[ فيه بوجوه :
أحدها ][ في الأصل وم : بوجوه ] قوله : ( ننجيك ) من النجوة ، أي نلقيك على النجوة وهو مكان الارتفاع والإشراف ليراه كل أحد أنه هلك ليظهر لهم أنه لم يكن إلها على ما ادعى ، وأن[ في الأصل وم : وأما ] سائر أبدان قومه لم تلق على النجوة ، ولكن بقيت في البحر .
والثاني : قوله[ في الأصل وم : قيل ] ( ننجيك ) أي نخرجك من البحر لا نتركك فيه ( لتكون لمن خلفك آية ) .
والثالث : ( ننجيك ببدنك ) ولا نتبع بدنك روحك لأنه ذكر في القصة أنهم لما [ غرقوا هووا ][ في الأصل : هووا غرقوا ] إلى النار كقوله : ( مما خطيئاتهم أغرقوا فأدخلوا نار )[ نوح : 25 ] ؛ إنه أخبر [ أنه ][ من م ، ساقطة من الأصل ] لم يهو جسده بروحه إلى النار ولكن أخرج بدنه[ في الأصل وم : بدونه ] وهوت روحه إلى النار مع سائر قومه ، ليرى جسده ، ويظهر كذبه ، ولا يشتبه أمره عليهم .
وقوله تعالى : ( لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً ) يحتمل وجهين : يحتمل ليكون هلاكك آية ، فلا يدعي أحد الربوبية والألوهية مثل ما ادعى هو ، أو يقول : ( لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً ) أي من شاهدك كذلك غريقا ملقى كان آية له .
وقوله تعالى : ( وَإِنَّ كَثِيراً مِنْ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ ) قال بعض أهل التأويل يعني أهل مكة ( عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ ) عن هلاك فرعون وقومه لما قالوا ( ما هذا إلا إفك مفترى وقال الذين كفروا للحق لما جاءهم إن هذا إلا سحر مبين )[ سبإ : 43 ] يقول هم غافلون عما أصاب أولئك ؛ إذ مثل هذا لا يفترى ، أعني هذا القصص .
ويحتمل : ( وَإِنَّ كَثِيراً مِنْ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ ) أي كثيرا منهم كانوا غافلين عما أصابهم والغفلة تكون على وجهين :
أحدهما : غفلة إعراض وعناد بعد العلم ومعرفة أن ذلك حق .
والثاني : [ غفلة ترك ][ في الأصل وم : يغفل بترك ] النظر والتفكر ، فكلا الوجهين مذموم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.