الآية 65 [ وقوله تعالى ]( {[16844]} ) : { خالدين فيها أبدا } ينقض على الجهمية قولهم وعلى أبي الهذيل العلاّف : أما الجهمية فلأنهم( {[16845]} ) يزعمون أن الجنة والنار تفنيان ، ولهما النهاية وقالوا : لأنا ، لو لم تجعل لهما النهاية والغاية لخرجنا عن علم الله ، لأن الشيء غير( {[16846]} ) المتناهي خارج عن علمه . لكن هذا بعيد ، جهل منهم بربهم ؛ لأن علمه بالشيء غير( {[16847]} ) المتناهي أنه غير متناه ، وعلمه بالمتناهي أنه متناه ، ولا يجوز أن يخرج شيء عن علمه متناهيا كان أو غير متناه ، وبالله العصمة .
وأما العلاف فلأنه يقول : إن أهل الجنة وأهل النار ، يصيرون بحال في وقت ما حتى إذا أراد الله أن يزيد لأحد منهم لذة أو نعمة أو عذابا لم يملك عليه أو كلام نحو هذا . فنعود بالله من السرف في القول على الله .
وقوله تعالى : { لا يجدون وليا ولا نصيرا } ما طمعوا في الدنيا ، ورجوا من كثرة الأسباب والحواشي أو عبادة الأصنام وغيرها أن ينفعهم ذلك ، وينصرهم في الآخرة ، بل ضل عنهم ذلك ، وجرّموا /432-ب/ على ما أخبر { وضل عنهم ما كانوا يفترون } [ الأنعام : 24 و . . ] والله أعلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.