تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{يَسۡـَٔلُكَ ٱلنَّاسُ عَنِ ٱلسَّاعَةِۖ قُلۡ إِنَّمَا عِلۡمُهَا عِندَ ٱللَّهِۚ وَمَا يُدۡرِيكَ لَعَلَّ ٱلسَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا} (63)

الآية 63 وقوله تعالى : { يسألك الناس عن الساعة } جائز أن يكون السؤال عنها ما ذكر في آية أخرى حين( {[16837]} ) قال : { يسألونك عن الساعة أيان مرساها } [ الأعراف : 187 والنازعات : 42 ] وعن قيامها ، فقال : { قل إنما علمها عند الله } .

ففيه دلالة إثبات رسالة رسوله ، لأنه حين سئل عنها ، فوض أمرها وعلمها إلى الله على ما أمره( {[16838]} ) به .

ولو كان غير رسول الله لكان يجيبهم ، علم ، أو [ لم ]( {[16839]} ) يعلم على ما يفعله طلاب الرئاسة [ في الدنيا إذا سئلوا عن شيء قالوا شيئا ، وإن لم يعلموه( {[16840]} ) ، لأن ذلك أبقى للرئاسة لهم . فإن لم يفعل صلى الله عليه وسلم كما يفعل أصحاب الرئاسة ]( {[16841]} ) بل قاتل { قل إنما علمها عند الله } دل أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم مبلغ إليهم ما أمر بالتبليغ إليهم .

وقوله تعالى : { وما يدريك لعل الساعة تكون قريبا } هذا يخرج على الوعيد والتحذير ، وهو يخرج على وجهين :

أحدهما : كأنه يقول : اعلم أن الساعة تكون قريبا على الإيجاب ، لأن { لعل } من الله واجب ؛ فهو وكل ما هو آت [ هو كائن ]( {[16842]} ) .

والثاني : على التراخي ، أي اعلموا على رجاء أنها( {[16843]} ) قريب ، والله أعلم .


[16837]:في الأصل وم: حيث.
[16838]:الهاء ساقطة من الأصل وم.
[16839]:من م، ساقطة من الأصل.
[16840]:الهاء ساقطة من الأصل.
[16841]:ساقطة من م.
[16842]:في الأصل وم: فهو الكائن.
[16843]:في الأصل وم: أنه.