تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَمَامِنَّآ إِلَّا لَهُۥ مَقَامٞ مَّعۡلُومٞ} (164)

قوله تعالى : { وما منا إلا له مقام معلوم } : يحتمل هذا منهم ، أعني الملائكة ، وجهين :

أحدهما : قالوا ذلك تبرئة لأنفسهم من أن يأمروا بالعبادة لهم ، أي لم نتفرّغ نحن لعبادة هؤلاء طرفة عين ، فكيف نأمر هؤلاء بعبادتنا ؟ كقولهم : { قالوا سبحانك أنت ولينا من دونهم } [ سبأ 41 ] أي نحن في طلب الصواب ولا شك ، فكيف نتفرّغ لذلك ؟

والثاني : أن يقولوا : إن ولايتك التي واليتنا شغلتنا عن جميع ما ذكروا ، والله أعلم .

ويحتمل قوله تعالى : { وما منا إلا له مقام معلوم } : مكانا معلوما محدودا لا يبرح منه ، ولا يفارقه ، ويحتمل { مقام معلوم } أي عبادة معلومة نحو ما ( ذكر حكيم بن حزام : قال [ : كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : هل تسمعون ما أسمع ؟ قلنا : يا رسول الله ما تسمع ؟ قال : أسمع أطيط السماء ، وما تلام أن تئِطّ ما فيها موضع قدم إلا وفيه ملك راكع أو ساجد )[ الترمذي 2312 ] والله أعلم .