اختُلف فيه : قال بعضهم : إن أهل مكة كانوا يقولون قبل أن يبعث محمدا صلى الله عليه وسلم : قاتل الله اليهود والنصارى ، كذّبوا أنبياءهم ، لو أنهم ذكروا أنباءً من الأولين { لكنّا عباد الله المخلصين } قد قالوا ذلك ، وأكذبوا القول فيه بالقسم بالله تعالى ، أخبر الله عنهم بقوله : { وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جاءهم نذير ليكوننّ أهدى من إحدى الأمم فلما جاءهم نذير ما زادهم إلا نفورا } [ فاطر : 42 ] أي نفورا من ربهم والله أعلم .
وقال بعضهم : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يوعدهم أن ينزل بهم العذاب بعبادتهم الأصنام على ما نزل بالأولين من العذاب بعبادتهم الأصنام وتكذيبهم الرسل عليهم السلام فيقولون عند ذلك { لو أن عندنا ذِكرا من الأولين } أي خبرا من الأمم الماضية أنهم على ماذا أهلكوا ؟ لو علمنا أنهم أهلكوا بما يذكر محمد { لكنا عباد الله المخلصين } فقصّ الله تعالى عليهم خبر الأولين أن العذاب إنما أنزل بهم بما ذكر محمد عليه السلام فلم يقبلوا ، وكفروا به ، عنادا منهم .
ويحتمل أن يكون هذا منهم احتجاجا : أن آباءنا قد عبدوا الأصنام ، ففعلوا ما نحن فاعلون ، ثم لم ينزل بهم العذاب .
فلو كان صنيعهم غير مرضيّ عند الله تعالى ، وإن كانوا غير مأمورين به ، ما تركهم على ذلك .
وهو كقوله : { سيقول الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا } [ الأنعام : 148 ] وقوله : { وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها } [ الأعراف : 28 ] ونحو ذلك من الاحتجاج والباطل .
فعلى ذلك يحتمل أن يكون قولهم الذي قالوا : { لو أن عندنا ذكرا من الأولين } { لكنا عباد الله المخلصين } أي لم يهلكوا بما نحن فيه ، [ إنما يذكر ذلك لشيء ] آخر .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.