النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{أَتَبۡنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ ءَايَةٗ تَعۡبَثُونَ} (128)

قوله تعالى : { أَتَبْنُونَ بَكُلِّ رِيعٍ } فيه ستة تأويلات :

أحدها : أن الريع الطريق ، قاله السدي ، ومنه قول المسيب بن علي :

في الآل يخفضها ويرفعها *** ريع يلوح كأنه سحل{[2104]}

السحل : الثوب الأبيض ، شبه الطريق به .

الثاني :أنه الثنية الصغيرة ، قاله مجاهد .

الثالث : أنه السوق ، حكاه الكلبي .

الرابع : أنه الفج بين الجبلين ، قاله مجاهد .

الخامس : أنه الجبال ، قاله أبو صخر .

السادس : أنه المكان المشرف من الأرض ، قاله ابن عباس ، قال ذو الرمة :

طِراق الخوافي مشرق فوق ريعةِ *** ندى ليله في ريشه يترقرق{[2105]}

{ آيةٍ تَعْبَثُونَ } في آية ثلاثة أوجه :

أحدها : البنيان ، قاله مجاهد .

الثاني : الأعلام ، قاله ابن عباس .

الثالث : أبراج الحمام ، حكاه ابن أبي نجيح .

وفي العبث قولان :

أحدها : اللهو واللعب ، قاله عطية .

الثاني : أنه عبث العشّارين بأموال من يمر بهم ، قاله الكلبي .


[2104]:الأل: السراب.
[2105]:يصف الشاعر بازيا.