اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{أَتَبۡنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ ءَايَةٗ تَعۡبَثُونَ} (128)

وقوله : «تَعْبَثُون » جملة حالية من فاعل «تبنون »{[37578]} . والرِّيعْ - بكسر الراء وفتحها - : جمع «رِيْعَة » وهو في اللغة : المكان المرتفع{[37579]} ، قال ذو الرمّة :

3916 - طِرَاقُ الخَوَافِي مُشْرِقٌ فَوْقَ رِيْعَةٍ *** نَدَى لَيْلِهِ فِي ريْشِهِ يَتَرَقْرَقُ{[37580]}

وقال أبو عبيدة : وهو{[37581]} الطريق{[37582]} ، وأنشد للمسيَّب بن علس{[37583]} يصف ظعناً :

3917 - فِي الآلِ يَخْفِضُهَا وَيَرفَعُهَا *** رِيْعٌ يَلُوْحُ كَأَنَّهُ سَحْلُ{[37584]}

والرَّيع - بالفتح - : ما يحصل في الخراج .

فصل :

قال الوالبي عن ابن عباس : الرَّيْع : كل شرف{[37585]} . وقال الضحاك ومقاتل : بكل طريق{[37586]} وهو رواية العوفي عن ابن عباس{[37587]} . وعن مجاهد قال : هو الفج بين جبلين{[37588]} وعنه أيضاً أنه المنظر{[37589]} . و «الآية » : العَلَم .

قال ابن عباس : كانوا يبنون بكل ريع علماً يعبثون فيه بمن يمر في الطريق إلى هود{[37590]} - عليه السلام{[37591]} - . وقيل : كانوا يبنون في{[37592]} الأماكن المرتفعة ليعرف بذلك غناهم ، فنهُوا عنه ، ونسبوا إلى العبث{[37593]} . وقال سعيد بن جبير ومجاهد : هي بروج الحمام ، لأنهم كانوا يلعبون بالحمام{[37594]} .


[37578]:انظر التبيان 2/999.
[37579]:انظر اللسان (ريع).
[37580]:البيت من بحر الطويل، قاله ذو الرمة. وقد تقدم.
[37581]:في ب: هو.
[37582]:مجاز القرآن 2/88.
[37583]:هو زهير بن علس بن مالك، والمسيَّب لقبٌ لقِّب به ببيت، وهو من شعراء بكر بن وائل المعدودين وخال الأعشى. الخزانة 3/240.
[37584]:البيت من بحر الكامل قاله المسيب بن علس، وهو في تفسير ابن عطية 11/135، القرطبي 13/122، اللسان (ريع)، البحر المحيط 7/29-30، شرح شواهد الكشاف (100) الآل: السراب. الرّيع: الطريق. وهو موطن الشاهد. يلوح: يتراءى. السحل: الثوب الأبيض.
[37585]:انظر البغوي 6/229.
[37586]:انظر البغوي 6/229.
[37587]:في ب: رضي الله عنهما.
[37588]:انظر البغوي 6/229.
[37589]:انظر البغوي 6/229.
[37590]:انظر الفخر الرازي 24/157.
[37591]:في ب: عليه الصلاة والسلام.
[37592]:في: تكملة من الفخر الرازي.
[37593]:انظر الفخر الرازي 24/157.
[37594]:انظر البغوي 6/229 .