البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{أَتَبۡنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ ءَايَةٗ تَعۡبَثُونَ} (128)

الريع : بكسر الراء وفتحها : جمع ريعة ، وهو المكان المرتفع .

قال ذو الرمة :

طراق الخوافي مشرق فوق ريعه *** بذي ليلة في ريشه يترقرق

وقال أبو عبيدة : الريع : الطريق .

قال ابن المسيب بن علس يصف ظعناً :

في الآل يخفضها ويرفعها *** ريع يلوح كأنه سحل

ثم نعى عليهم من سوء أعمالهم مع كفرهم فقال : { أتبنون بكل ريع } ؟ قال ابن عباس : هو رأس الزقاق .

وقال مجاهد : فج بين جبلين .

وقال عطاء : عيون فيها الماء .

وقال ابن بحر : جبل .

وقيل : الثنية الصغيرة .

وقرأ الجمهور : ريع بكسر الراء ، وابن أبي عبلة : بفتحها .

قال ابن عباس : { آية } : علماً .

وقال مجاهد : أبراج الحمام .

وقال النقاش وغيره : القصور الطوال .

وقيل : بيت عشار .

وقيل : نادياً للتصلف .

وقيل : أعلاماً طوالاً ليهتدوا بها في أسفارهم ، عبثوا بها لأنهم كانوا يهتدون بالنجوم .

وقيل : علامة يجتمع إليها من يعبث بالمار في الطريق .

وفي قوله إنكار للبناء على صورة العبث ، كما يفعل المترفون في الدنيا .