النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَزُرُوعٖ وَمَقَامٖ كَرِيمٖ} (26)

{ وَزُرُوعٍ } قيل إنهم كانوا يزرعون ما بين الجبلين من أول مصر إلى آخرها ، وكانت مصر كلها تروى من ستة عشر ذراعاً{[2562]} لما دبروه وقدروه من قناطر وجسور .

{ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ } فيه ثلاثة أقاويل :

أحدها : أنها المنابر ، قاله ابن عباس والحسن ومجاهد .

الثاني : المساكن ، قاله أبو عمرو والسدي ، لمقام أهلها فيها .

الثالث : مجالس الملوك لقيام الناس فيها .

ويحتمل رابعاً : أنه مرابط الخيل{[2563]} لأنها أكرم مذخور لعدة وزينة .

وفي الكريم ثلاثة أوجه :

أحدها : هو الحسن ، قاله سعيد بن جبير .

الثاني : هو المعطي لديه{[2564]} كما يعطي الرجل الكريم صلته ، قاله ابن عيسى .

الثالث : أنه كريم لكرم من فيه ، قاله ابن بحر .


[2562]:في ك زرعا. وكان النيل إذا غلق ستة عشر ذراعا يسمى نيل السلطان وعندئذ يجب الخراج على الناس فإذا زاد على ذلك زيد الخراج انظر ج 13 ص 103 من تفسير القرطبي.
[2563]:في ع مرابط الجبل.
[2564]:كذا بالأصول ولم أستطع أن أعرف المراد بها رغم بذل الجهد.