قوله عز وجل : { وَتُعَزِّرُوهُ } فيه ثلاثة أوجه :
أحدها : تطيعوه ، قاله بعض أهل اللغة .
الثاني : تعظموه ، قاله الحسن والكلبي .
الثالث : تنصروه وتمنعوا منه ، ومنه التعزير في الحدود لأنه مانع ، قاله القطامي :
ألا بكرت مي بغير سفاهة *** تعاتب والمودود ينفعه العزر
وفي { وَتُوَقِّرُوهُ } وجهان :
أحدهما : تسودوه ، قاله السدي .
الثاني : أن تأويله مختلف بحسب اختلافهم فيمن أشير إليه بهذا الذكر : فمنهم من قال أن المراد بقوله : { وَتُعَزِّرُوهُ وَتَوَقِّرُوهُ } أي تعزروا الله وتوقروه لأن قوله : { وَتُسَبِّحُوهُ } راجع إلى الله وكذلك ما تقدمه ، فعلى هذا يكون تأويل قوله : { وَتُوَقِّرُوهُ } أي تثبتوا له صحة الربوبية وتنفوا عنه أن يكون له ولد أو شريك .
ومنهم من قال : المراد به رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعزروه ويوقروه لأنه قد تقدم ذكرها ، فجاز أن يكون بعض الكلام راجعاً إلى الله وبعضه راجعاً{[2687]} إلى رسوله ، قاله الضحاك . فعلى هذا يكون تأويل { تُوَقِّرُوهُ } أي تدعوه بالرسالة والنبوة لا بالاسم والكنية .
أحدهما : تسبيحه بالتنزيه له من كل قبيح .
الثاني : هو فعل الصلاة التي فيها التسبيح .
{ بُكْرَةً وَأصِيلاً } أي غدوة وعشياً . قال الشاعر{[2688]} :
لعمري لأنت البيت أكرم أهله *** وأجلس في أفيائه بالأصائل
قوله عز وجل : { إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله } وهذه بيعة الرضوان ، وقوله إنما يبايعون الله لأن بيعة نبيه إنما هي في طاعة الله .
وفي تسميتها بيعة وجهان : ( أحدهما ) لأنها عقد تشبيها بعقد البيع . ( الثاني ) لأنها عقدت على بيع أنفسهم بالجنة للزومهم النصرة .
{ يد الله فوق أيديهم } [ فيه خمسة تأويلات :
أحدهما : يعني عقد الله في البيعة فوق عهدهم .
الثاني : قوة الله في نصرة نبيه فوق قوتهم{[2689]} ]
الثالث : ملك الله فوق ملكهم لأنفسهم .
الرابع يد الله بالمنة عليهم في هدايتهم فوق أيديهم بالطاعة .
الخامس : يد الله عليهم في فعل الخير بهم فوق أيديهم في بيعتهم .
{ فمن نكث فإنما ينكث على نفسه } فيه وجهان :
أحدهما : أن النكث نقض العهد وهو قول الجمهور .
الثاني : أنه الكفر ؛ قاله يحيى بن سلام .
{ ومن أوفى بما عاهد عليه الله } فيه وجهان :
أحدهما : ومن أوفى بما عاهد عليه الله في البيعة .
الثاني : بما عاهد عليه الله في إيمانه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.