النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{هُوَ ٱلَّذِيٓ أَنزَلَ ٱلسَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ لِيَزۡدَادُوٓاْ إِيمَٰنٗا مَّعَ إِيمَٰنِهِمۡۗ وَلِلَّهِ جُنُودُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمٗا} (4)

قوله عز وجل : { هُوَا الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ المُؤْمِنِينَ } فيها ثلاثة أوجه :

أحدها : أنه الصبر على أمر الله .

الثاني : أنها الثقة بوعد الله .

الثالث : أنها الرحمة لعباد الله .

{ لِيَزْدَادُوا إِيمَاناً مَّعَ إِيمَانِهِمْ } يحتمل ثلاثة أوجه :

أحدها : ليزدادوا عملاً مع تصديقهم .

الثاني : ليزدادوا صبراً مع اجتهادهم .

الثالث : ليزدادوا ثقة بالنصر مع إيمانهم بالجزاء .

{ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَواتِ وَالأَرْضِ } يحتمل وجهين :

أحدهما : أن يكون معناه ولله ملك السماوات والأرض ترغيباً للمؤمنين في خير الدنيا وثواب الآخرة .

الثاني : معناه ولله جنود السماوات والأرض إشعاراً للمؤمنين أن لهم في جهادهم أعواناً على طاعة ربهم .