النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ ذَنُوبٗا مِّثۡلَ ذَنُوبِ أَصۡحَٰبِهِمۡ فَلَا يَسۡتَعۡجِلُونِ} (59)

{ فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوباً مثلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ } فيه أربعة أوجه :

أحدها : عذاباً مثل عذاب أصحابهم ، قاله عطاء .

الثاني : يعني سبيلاً ، قاله مجاهد .

الثالث : يعني بالذنوب الدلو ، قاله ابن عباس ، قال الشاعر :

لنا ذنوب ولكم ذنوب *** فإن أبيتم فلنا القليب

ولا يسمى الذنوب دلواً حتى يكون فيه ماء .

الرابع : يعني بالذنوب النصيب ، قال الشاعر{[2770]} :

وفي كل يوم قد خبطت بنعمة *** فحق لشاس من نداك ذنوب

ويعني بأصحابهم من كذب بالرسل من الأمم السالفة ليعتبروا بهلاكهم .

{ فَلاَ يَسْتَعْجِلُونِ } أي فلا يستعجلوا نزول العذاب بهم لأنهم قالوا : { يا مُحَمَّدُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا } الآية ، فنزل بهم يوم بدر ، ما حقق الله وعده ، وعجل به انتقامه .


[2770]:هو علقمة بن عبدة المشهور بعلقمة الفحل. انظر ديوانه 13.