النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَإِذۡ أَنجَيۡنَٰكُم مِّنۡ ءَالِ فِرۡعَوۡنَ يَسُومُونَكُمۡ سُوٓءَ ٱلۡعَذَابِ يُقَتِّلُونَ أَبۡنَآءَكُمۡ وَيَسۡتَحۡيُونَ نِسَآءَكُمۡۚ وَفِي ذَٰلِكُم بَلَآءٞ مِّن رَّبِّكُمۡ عَظِيمٞ} (141)

قوله عز وجل : { وَإِذْ أَنجَيْنَاكُم منْ ءَآلِ فِرْعَوْنَ } قال هذا يذكر بالنعمة .

{ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ العَذابِ } أي أشد العذاب .

{ يُقَتّلُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ } أي يقتلون أبناءكم صغاراً ويستحيون نساءكم للاسترقاق والاستخدام كباراً .

{ وَفِي ذَلِكُم بَلاَءٌ مِن ربِّكُمْ عَظِيمٌ } فيه ثلاثة تأويلات :

أحدها : أن ما فعله فرعون بكم من قتل الأبناء واسترقاق النساء بلاء عليكم عظيم ، قاله الكلبي .

والثاني : أنه ابتلاء لكم واختبار عظيم ، قاله الأخفش .

والثالث : أن في خلاصكم من ذلك بلاء عظيم ، أي نعمة عظيمة ، قاله ابن قتيبة .