فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَإِذۡ أَنجَيۡنَٰكُم مِّنۡ ءَالِ فِرۡعَوۡنَ يَسُومُونَكُمۡ سُوٓءَ ٱلۡعَذَابِ يُقَتِّلُونَ أَبۡنَآءَكُمۡ وَيَسۡتَحۡيُونَ نِسَآءَكُمۡۚ وَفِي ذَٰلِكُم بَلَآءٞ مِّن رَّبِّكُمۡ عَظِيمٞ} (141)

قوله : { وَإِذْ أنجيناكم مّنْ آلِ فِرْعَونَ } أي : واذكروا وقت إنجائنا لكم من آل فرعون ، بعد أن كانوا مالكين لكم ، يستعبدونكم فيما يريدونه منكم ، ويمتهنونكم بأنواع الامتهانات . هذا على أن هذا الكلام محكيّ عن موسى . وأما إذا كان في حكم الخطاب لليهود الموجودين في عصر محمد ، فهو بمعنى : اذكروا إذ أنجينا أسلافكم من آل فرعون . وجملة : { يَسُومُونَكُمْ سُوء العذاب } في محل نصب على الحال ، أي أنجيناكم من آل فرعون حال كونهم { يَسُومُونَكُمْ سُوء العذاب } . ويجوز أن تكون مستأنفة لبيان ما كانوا فيه مما أنجاهم منه . وجملة : { يُقَتّلُونَ أَبْنَاءكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ } مفسرة للجملة التي قبلها ، أو بدل منها ، وقد سبق بيان ذلك . والإشارة بقوله : { وَفِى ذلكم } إلى العذاب : أي في هذا العذاب ، الذي كنتم فيه { بَلاء } عليكم { مِّن رَّبّكُمْ عَظِيمٌ } وقيل : الإشارة إلى الإنجاء ، والبلاء النعمة ، والأوّل أولى .

/خ141