تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَإِذۡ أَنجَيۡنَٰكُم مِّنۡ ءَالِ فِرۡعَوۡنَ يَسُومُونَكُمۡ سُوٓءَ ٱلۡعَذَابِ يُقَتِّلُونَ أَبۡنَآءَكُمۡ وَيَسۡتَحۡيُونَ نِسَآءَكُمۡۚ وَفِي ذَٰلِكُم بَلَآءٞ مِّن رَّبِّكُمۡ عَظِيمٞ} (141)

الآية 141 وقوله تعالى : { أبغيكم إلها } دونه وقد فضّلكم بما استنقذكم من استخدام فرعون وقهره إياكم وإخراجكم من يده ، وأعطاكم رسولا يبيّن لكم عبادة إلهكم الحق .

وقوله تعالى : { أغير الله أبغيكم إلها وهو فضّلكم } يقول : أما تستحيون ربكم أن تسألوا إلها تعبدونه دونه ، وقد فضلكم بما ذكر من أنواع النعم ، والله اعلم ، وهو ما ذكر من قوله تعالى : { وإذ أنجيناكم من آل فرعون } الآية : يذكّرهم نعمه عليهم بما استنقذهم من فرعون وآله وإهلاكهم{[8883]} .

وقوله تعالى : { يسومونكم } قيل : يعذّبونكم { سوء العذاب } قتل الأبناء واستحياء النساء . فذلك قوله تعالى : { يقتلون أبناءكم ويستحيون نساءكم وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم } قيل في ذلك : يعني في ما { أنجاكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب ويذبّحون أبناءكم ويستحيون نساءكم وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم } . ويقال : البلاء بالمد هو النعمة ، وبغير المد مقصورا الشدة .


[8883]:في الأصل: وإلهكم، في م: وأهلكم.