الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَإِذۡ أَنجَيۡنَٰكُم مِّنۡ ءَالِ فِرۡعَوۡنَ يَسُومُونَكُمۡ سُوٓءَ ٱلۡعَذَابِ يُقَتِّلُونَ أَبۡنَآءَكُمۡ وَيَسۡتَحۡيُونَ نِسَآءَكُمۡۚ وَفِي ذَٰلِكُم بَلَآءٞ مِّن رَّبِّكُمۡ عَظِيمٞ} (141)

ثم قال تعالى مخاطبا اليهود الذين بين ظهراني{[25062]} النبي ، يقرعهم بما فعل بآبائهم : { وإذ أنجيناكم{[25063]} من آل فرعون }[ 141 ] ، أي : واذكروا مع ما قلتم لموسى ، ( عليه السلام{[25064]} ) ، بعدما رأيتم من الآيات والعبر ، { وإذ أنجيناكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب } ، أي : يحملونكم على أقبح العذاب{[25065]} .

وقيل معناه : يولونكم{[25066]} .

ثم بينه ما هو ، فقال : { يقتلون أبناءكم ويستحيون نساءكم وفي ذلكم بلاء من ربكم [ عظيم ]{[25067]} }[ 141 ] ، ( أي{[25068]} ) : اختبار من الله لكم{[25069]} .

وقيل معناه : نعمة عظيمة ، يعني : في إنجائه لهم{[25070]} .

ف : " البلاء " ها{[25071]} هنا يصلح أن يكون النعمة على{[25072]} إنجائهم . ويصلح أن يكون الاختبار{[25073]} فيما تولى منهم فرعون{[25074]} .


[25062]:بفتح النون، قال ابن فارس: ولا تكسر. المصباح/ظهر. وفي الأصل: طهراتي، وهو تصحيف. وفي ر: طمس بفعل الأرضة والرطوبة.
[25063]:في الأصل: {وإذ نجيناكم}، وهو سهو ناسخ، أثبت ما في سورة البقرة آية48.
[25064]:ما بين الهلالين ساقط من ج. وفي ر، رمز: صم صلى الله عليه وسلم.
[25065]:جامع البيان 13/85، بتصرف. وينظر المحرر الوجيز 2/449، وتفسير القرطبي 1/259، ففيه فوائد جمة، لا يتسع المقام لخلاصتها.
[25066]:هو قول الزجاج في معاني القرآن 2/372. وتنظر أقوال أخرى في تفسيره لقوله تعالى: {يسومونكم}، البقرة /48.
[25067]:زيادة من (ج) و(ر).
[25068]:ما بين الهلالين ساقط من ج.
[25069]:جامع البيان 13/85.
[25070]:وهو قول ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن 172. وقد أورد مكي هذين القولين في تفسيره لقوله تعالى: {بلاء من ربكم} البقرة: 48، من غير عزو أيضا.
[25071]:في ج: هنا.
[25072]:في ج: في.
[25073]:في الأصل: الاختيار، وهو تصحيف. وفي ج: اختبارا.
[25074]:انظر: المحرر الوجيز 2/449، وتفسير القرطبي 1/263.