النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{فَإِذَا جَآءَتۡهُمُ ٱلۡحَسَنَةُ قَالُواْ لَنَا هَٰذِهِۦۖ وَإِن تُصِبۡهُمۡ سَيِّئَةٞ يَطَّيَّرُواْ بِمُوسَىٰ وَمَن مَّعَهُۥٓۗ أَلَآ إِنَّمَا طَـٰٓئِرُهُمۡ عِندَ ٱللَّهِ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ} (131)

قوله عز وجل : { فَإِذَا جَاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُواْ لَنَا هَذِهِ وَإن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطّيّرُواْ بِمُوسَى وَمَن مَعَهُ } في الحسنة والسيئة هنا وجهان :

أحدهما : أن الحسنة الخصب ، والسيئة القحط .

والثاني : أن الحسنة الأمن ، والسيئة الخوف .

{ قَالُوا لَنَا هَذِهِ } أي كانت حالنا في أوطاننا وقبل اتباعنا لك ، جهلاً منهم بأن الله تعالى هو المولي لها .

{ وَإن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسَى وَمَن معَهُ } أي يتشاءَمون بموسى ويقولون هذا من اتباعنا إياك وطاعتنا لك ، على ما كانت العرب تزجر الطير فتتشاءم بالبارح وهو الذي يأتي من جهة الشمال ، وتتبرك بالسانح وهو الذي يأتي من جهة اليمين{[1123]} ، ثم قال رداً لقولهم .

{ أَلا إنَّمَا طَائِرُهُمْ عِندَ اللَّهِ } أي طائر البركة وطائر الشؤم{[1124]} .


[1123]:وقد نهى الإسلام عن الطيرة وقد روى عبد الله بن عمرو عن النبي (ص) قال: من رجعته الطيرة عن حاجته فقد أشرك.
[1124]:أي ما قدر لهم أو عليهم عند الله وبيده.