النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَهُوَ ٱلۡغَفُورُ ٱلۡوَدُودُ} (14)

{ وهو الغَفورٌ الوَدُودُ } في الغفور وجهان :

أحدهما : الساتر للعيوب .

الثاني : العافي عن الذنوب .

وفي الودود وجهان :

أحدهما : المحب .

الثاني : الرحيم .

وفيه ثالث : حكاه المبرد عن اسماعيل بن إسحاق القاضي أن الودود هو الذي لا ولد له ، وأنشد قول الشاعر :

وأرْكبُ في الرّوْع عُريانةً *** ذلول الجناح لقاحاً وَدُوداً

أي لا ولد لها تحن إليه ، ويكون معنى الآية أنه يغفر لعباده ، وليس ولد يغفر لهم من أجله ، ليكون بالمغفرة متفضلاً من غير جزاء .