فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَهُوَ ٱلۡغَفُورُ ٱلۡوَدُودُ} (14)

{ وَهُوَ الغفور الودود } أي بالغ المغفرة لذنوب عباده المؤمنين لا يفضحهم بها ، بالغ المحبة للمطيعين من أوليائه . قال مجاهد : الوادّ لأوليائه ، فهو فعول بمعنى فاعل . وقال ابن زيد : معنى الودود الرحيم . وحكى المبرد عن إسماعيل القاضي أن الودود هو الذي لا ولد له ، وأنشد :

وأركب في الروع عريانة *** ذلول الجناح لقاحاً ودوداً

أي لا ولد لها تحنّ إليه . وقيل : الودود بمعنى المودود : أي يودّه عباده الصالحون ويحبونه ، كذا قال الأزهري . قال : ويجوز أن يكون فعول بمعنى فاعل : أي يكون محباً لهم . قال : وكلتا الصفتين مدح ، لأنه جلّ ذكره إن أحبّ عباده المطيعين فهو فضل منه ، وإن أحبه عباده العارفون ، فلما تقرّر عندهم من كريم إحسانه .

/خ22