تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَهُوَ ٱلۡغَفُورُ ٱلۡوَدُودُ} (14)

الآية 14 : وقوله تعالى : { وهو الغفور الودود } الغفور ، وهو الستور ، يستر على المذنب ذنبه إذا تاب حتى لا يذكر به ، ولولا ذلك لم يكن يصفو له نعيم الآخرة من التنغيص .

وقوله تعالى : { الودود } [ يحتمل وجهين :

أحدهما : الودود ]{[23426]} الذي يتودد إلى خلقه في ما ينعم عليهم ، ويحسن إليهم . قال النبي صلى الله عليه وسلم وعلى آله : ( ( جلبت القلوب على حب من أحسن إليها وبغض من أساء إليها ) ) [ أبو نعيم في الحلية 4/120 وفي تذكرة الموضوعات 68 ] فجعل الإحسان سبب التودد .

والثاني : أن كل من واد آخر فالحق عليه أن يوده في الله تعالى لأنه به نال ما به يتودد . قال الله تعالى : { إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمان ودا } [ مريم : 96 ] فكأنه يقول : هو المستوجب للمودة من الخلق .


[23426]:ساقطة من الأصل وم