فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَهُوَ ٱلۡغَفُورُ ٱلۡوَدُودُ} (14)

{ وهو الغفور الودود } أي بالغ المغفرة لذنوب عباده المؤمنين لا يفضحهم بها ، بالغ المحبة للمطيعين من أوليائه ، قال مجاهد الواد لأوليائه فهو فعول بمعنى فاعل . وقال ابن زيد معنى الودود الرحيم ، وحكى المبرد عن إسماعيل القاضي أن الودود هو الذي لا ولد له ، وقيل الودود بمعنى المودود أي يوده عباده الصالحون ويحبونه كذا قال الأزهري .

قال ويجوز أن يكون فعولا بمعنى فاعل أي يكون محبا لهم ، قال وكلتا الصفتين مدح لأنه جل ذكره إن أحب عباده المطيعين فهو فضل منه ، وإن أحبه عباده العارفون فلما تقرر عندهم من كريم إحسانه ، قال ابن عباس : الودود الحبيب .

وقالت المعتزلة غفور لمن تاب ، وقال أصحاب السنة غفور مطلقا لمن تاب ومن لم يتب ، لأن الآية مذكورة في معرض التمدح بكونه غفورا مطلقا أتم ، فالحمل عليه أولى ، ولأن الغفور صيغة مبالغة فالمناسب أن يحمل على الإطلاق . قاله زاده .