نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{وَهُوَ ٱلۡغَفُورُ ٱلۡوَدُودُ} (14)

ولما ذكر سبحانه بطشه ، وكان القادر على العنف قد لا يقدر على اللطف ، وإن قدر فربما لم-{[72518]} يقدر على الإبلاغ{[72519]} في ذلك ، وكان لا يقدر على محو الذنوب أعيانها وآثارها عن كل أحد بحيث لا يحصل لصاحبها عقاب ولا عتاب من أحد أصلاً إلا من كان قادراً على كل شيء ، قال مبيناً لجميع ذلك دليلاً على أنه الفاعل المختار ، ومؤكداً لخروجه عن العوائد : { وهو } أي وحده { الغفور } أي المحاء{[72520]} لأعيان الذنوب وآثارها إذا أراد بحيث لا يحصل لمن محا ذنبه كدر من جهة ذلك الذنب أصلاً { الودود * } أي الذي يفعل بمن{[72521]} أراد فعل المحب الكثير{[72522]} المحبة فيجيبه{[72523]} إلى ما شاء ويلقي على صاحب الذنب الذي محاه عنه وداً أي محبة كبيرة واسعة ويجعل له في قلوب{[72524]} الخلق رحمة ، ومادة " ود " تدور على الاتساع كما بينته في سورة الروم ،


[72518]:زيد من م
[72519]:من ظ و م، وفي الأصل: البلاغ.
[72520]:من ظ و م، وفي الأصل: الماحي.
[72521]:من ظ و م، وفي الأصل: لمن.
[72522]:من ظ و م، وفي الأصل: الكبير.
[72523]:من ظ و م، وفي الأصل: فتحبه-كذا.
[72524]:من ظ و م، وفي الأصل: قلب.