النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَٱلشَّفۡعِ وَٱلۡوَتۡرِ} (3)

{ والشّفْعِ والوَتْرِ } وهذا قسم ثالث ، وفيهما تسعة أقاويل :

أحدها : أنها الصلاة ، فياه شفع وفيها وتر ، رواه عمران بن{[3259]} حصين عن النبي صلى الله عليه وسلم .

الثاني : هي صلاة المغرب ، الشفع منها ركعتان ، والوتر الثالثة ، قاله الربيع بن أنس وأبو العالية .

الثالث : أن الشفع يوم النحر ، والوتر يوم عرفة ، رواه ابن الزبير عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم .

الرابع : أن الشفع يوما منى الحادي عشر والثاني عشر من ذي الحجة ، والوتر الثالث بعدهما ، قاله ابن الزبير .

الخامس : أن الشفع عشر ذي الحجة ، والوتر أيام منى الثلاثة ، قاله الضحاك .

السادس : أن الشفع الخلق من أرض وسماء وحيوان ونبات ، لكل شيء منه مثل ، والوتر هو الله تعالى ، لأنه لا مثل له ، قاله قتادة .

السابع : أن الشفع من كل شيء ، والوتر هو آدم وحواء ، لأن آدم كان فرداً فشفع بزوجته حواء فصار شفعاً بعد وتر ، رواه ابن نجيح .

التاسع : أنه العدد لأن جميعه شفع ووتر ، قاله الحسن .

ويحتمل ( عاشرا ) أن الشفع الحيوان ، لأنه ذكر وأنثى ، والوتر الجماد .

ويحتمل حادي عشر : أن الشفع ما يَنْمى ، والوتر مالا يَنْمى .


[3259]:رواه الترمذي في تفسير سورة الفجر، وأحمد في مسنده 4/ 437 والحاكم في المستدرك (جامع الأصول 2/ 428).