النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَإِن نَّكَثُوٓاْ أَيۡمَٰنَهُم مِّنۢ بَعۡدِ عَهۡدِهِمۡ وَطَعَنُواْ فِي دِينِكُمۡ فَقَٰتِلُوٓاْ أَئِمَّةَ ٱلۡكُفۡرِ إِنَّهُمۡ لَآ أَيۡمَٰنَ لَهُمۡ لَعَلَّهُمۡ يَنتَهُونَ} (12)

قوله عز وجل : { وَإِن نَكَثُواْ أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ } أي نقضوا عهدهم الذي عقدوه بأيمانهم .

{ وَطَعَنُواْ فِي دِينِكُمْ } يحتمل وجهين :

أحدهما : إظهار الذم له .

والثاني : إظهار الفساد فيه{[1213]} .

{ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ } فيهم ثلاثة أقاويل :

أحدها : أنهم رؤساء المشركين .

والثاني : أنهم زعماء قريش ، قاله ابن عباس .

والثالث : أنهم الذين كانوا قد هموا بإخراج رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قاله قتادة .

{ إِنَّهُم لاَ أَيْمَانَ لَهُمْ } قراءة الجمهور بفتح الألف ، من اليمين لنقضهم إياها . وقرأ ابن عامر : { إِنَّهُم لاَ أَيْمَانَ لَهُمْ } بكسر الألف ، وهي قراءة الحسن . وفيها إذا كسرت وجهان :

أحدهما : أنهم كفرة لا إيمان لهم .

والثاني : أنهم لا يعطون أماناً .


[1213]:استدل بعض العلماء بهذه الآية على وجوب قتل كل من طعن في الدين إذ هو كافر.