الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{إِذۡ أَبَقَ إِلَى ٱلۡفُلۡكِ ٱلۡمَشۡحُونِ} (140)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

{إذ أبق إلى الفلك المشحون} الموقر من الناس والدواب.

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

يقول تعالى ذكره: وإن يونس لمرسلٌ من المرسلين إلى أقوامه، "إذْ أَبَقَ إلى الفُلْكِ المَشْحُونِ "يقول: حين فرّ إلى الفُلك، وهو السفينة، المشحون: وهو المملوء من الحمولة المُوقَر.

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

ذكر ههنا الإباق وفي سورة الأنبياء الذهاب وهو قوله: {وذا النون إذ ذهب مغاضبا} [الأنبياء: 87] فمن الناس من يجعل هذا غير الأول، يعني الإباق غير الذهاب... لكن جائز أن يكون ذكر الإباق وذكر الذهاب، وإن كان في رأي العين في ظاهر اللفظ مختلفا، فهما في المعنى واحد، فيكون قوله تعالى: {إذ أبق} من قومه بدينه ليسلم له، أو أبق لخوف على نفسه من قومه، أو أبق على ما أوعد قومه من نزول العذاب بهم إذا لم يؤمنوا به، وكان الرسل صلوات الله عليهم يخرجون من بين أظهر قومهم إذا خافوا نزول العذاب بهم، إلا يونس خرج من بينهم قبل أن يأتيه الإذن من الله عز وجل بالخروج من بينهم...

النكت و العيون للماوردي 450 هـ :

الآبق: الفارّ إلى حيث لا يعلم به...

الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :

سمي هربه من قومه بغير إذن ربه: إباقا على طريقة المجاز.

زاد المسير في علم التفسير لابن الجوزي 597 هـ :

{إِذْ أَبَقَ} قال المبرد: تأويل "أبق "تباعد؛ وقال أبو عبيدة: فزع.

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

لما كان من أعظم المقاصد التسلية على استكبارهم عن كلمة التوحيد وقولهم: إنه شاعر مجنون، ذكر من أمر يونس عليه السلام ما يعرف منه صعوبة أمر الرسالة وشدة خطبها وثقل أمرها، وشدة عنايته سبحانه بالرسل عليهم السلام وأنه ما اختارهم إلا عن علم، فهو لا يقولهم وإن اجتهدوا في دفع الرسالة ليزدادوا ثباتاً لأعبائها وقوة في القيام بشأنها فقال: {إذ أبق} أي هرب حين أرسل من سيده الذي تشرفه الله بالرسالة ضعفاً عن حملها.

ولما كان فعله على صورة فعل المشاحن وكان قصده الإيغال في البعد والإسراع في النقلة قال: {المشحون} الموقر ملأ، فلا سعة فيه لشيء آخر يكون فيه، فليس لأهله حاجة في الإقامة لحظة واحدة لانتظار شيء من الأشياء، فحين وضع رجله فيه ساروا، فاضطرب عليهم الأمر وعظم الزلزال حتى أشرف مركبهم على الغرق.

السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني 977 هـ :

{إذ أبق} ظرف للمرسلين أي: هو من المرسلين حتى في هذه الحالة...

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

و {أبَقَ} مصْدره إِبَاق... وهو فرار العبد مِن مالكه... والمراد هنا: أن يونس هرب من البلد الذي أوحي إليه فيه قاصداً بلداً آخر تخلصاً من إبلاغ رسالة الله إلى أهل (نِينْوَى) ولعله خاف بأسَهم واتّهم صبرَ نفسه على أذاهم المتوَّقعَ لأنهم كانوا من بني إسرائيل في حماية الأشوريين. ففِعل {أبَق} هنا استعارة تمثيلية، شبّهت حالة خروجه من البلد الذي كلّفه ربه فيه بالرسالة تباعداً من كلفة ربه بإباق العبد من سيده الذي كلّفه عملاً.

التفسير الحديث لدروزة 1404 هـ :

أبق: فر متمردا...

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - لجنة تأليف بإشراف الشيرازي 2009 هـ :

ترك العمل بالأولى من قبل الأنبياء العظام ذوي المقام الرفيع عند الله، مهما كان بسيطاً؛ فإنّه يؤدّي إلى أن يتّخذ الباري عز وجل موقفاً معاتباً ومؤنّباً للأنبياء، كإطلاق كلمة (الآبق) على نبيّه. ومن دون أي شكّ فإنّ نبي الله يونس (عليه السلام) معصوم عن الخطأ، ولكن كان الأجدر به أن يتحمّل آلاماً أخرى من قومه، وأن يبقى معه حتّى اللحظات الأخيرة قبل نزول العذاب، عسى أن يستيقظوا من غفلتهم ويتوبوا إلى الله سبحانه وتعالى.

حقّاً إنّه دعا قومه إلى توحيد الله أربعين عاماً وفق ما ورد في بعض الروايات ولكن كان من الأجدر به أن يضيف عدّة أيّام أو عدّة ساعات إلى ذلك الوقت ببقائه معهم؛ لذلك فعندما ترك قومه وهجرهم شبهه القرآن بالعبد الآبق...

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{إِذۡ أَبَقَ إِلَى ٱلۡفُلۡكِ ٱلۡمَشۡحُونِ} (140)

الثانية- قوله تعالى : " إذ أبق " قال المبرد : أصل أبق تباعد ؛ ومنه غلام آبق . وقال غيره : إنما قيل ليونس أبق ؛ لأنه خرج بغير أمر الله عز وجل مستترا من الناس . " إلى الفلك المشحون " أي المملوءة " والفلك " يذكر ويؤنث ويكون واحدا وجمعا وقد تقدم{[13304]} . قال الترمذي الحكيم : سماه آبقا لأنه أبق عن العبودية ، وإنما العبودية ترك الهوى وبذل النفس عند أمور الله ، فلما لم يبذل النفس عندما اشتدت عليه العزمة من الملك حسبما تقدم بيانه في " الأنبياء " ، وآثر هواه لزمه اسم الآبق ، وكانت عزمة الملك في أمر الله لا في أمر نفسه ، وبحظ حق الله لا بحظ نفسه ، فتحرى يونس فلم يصب الصواب الذي عند الله فسماه آبقا ومليما .


[13304]:راجع ج 2 ص 194 طبعة ثانية.
 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{إِذۡ أَبَقَ إِلَى ٱلۡفُلۡكِ ٱلۡمَشۡحُونِ} (140)

ولما كان من أعظم المقاصد التسلية على استكبارهم عن كلمة التوحيد وقولهم : إنه شاعر مجنون ، ذكر من أمر يونس عيله السلام ما يعرف منه صعوبة أمر الرسالة وشدة خطبها وثقل أمرها وشدة عنايته سبحانه بالرسل عليهم السلام وأنه ما اختارهم إلا عن علم فهو لا يقولهم وإن اجتهدوا في دفع الرسالة ليزدادوا ثباتاً لأعبائها وقوة في القيام بشأنها فقال : { إذ أبق } أي هرب حين أرسل من سيده الذي تشرفه الله بالرسالة ضعفاً عن حملها لأن الاباق الهرب من السيد إلى حيث يظن أنه يخفى عليه { إلى الفلك } أي البيت الذي يسافر فيه على ظهر البحر .

ولما كان فعله على صورة فعل المشاحن وكان قصده الإيغال في البعد والإسراع في النقلة قال : { المشحون * } أي الموقر ملأ ، فلا سعة فيه لشيء آخر يكون فيه ، فليس لأهله حاجة في الإقامة لحظة واحدة لانتظار شيء من الأشياء فحين وضع رجله فيه ساروا ، فاضطرب عليهم الأمر وعظم الزلزال حتى أشرف مركبهم على الغرق على هيئة عرفوا بها أن ذلك لعبد أبق من سيده ، فإن عند أهل البحر أن السفينة لا يستقيم سيرها وفيها آبق - نقله الكرماني وغيره عن ابن عباس رضي الله عنهما ، فسبب لهم ذلك المساهمة أي المقارعة كما هو رسمهم في مثل ذلك الأمر فاستهموا فساهم ، أي قارع يونس عليه السلام معهم ؛ قال البغوي : والمساهمة إلقاء السهام على جهة القرعة .