فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{إِذۡ أَبَقَ إِلَى ٱلۡفُلۡكِ ٱلۡمَشۡحُونِ} (140)

قال المفسرون : وكان يونس قد وعد قومه العذاب فلما تأخر عنهم العذاب خرج عنهم وقصد البحر وركب السفينة ، فكان بذهابه إلى البحر كالفار من مولاه فوصف بالإباق وهو معنى قوله : { إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ } أي المملوء وأصل الإباق الهرب من السيد ، لكن لما كان هربه من قومه بغير إذن ربه وصف به فهو استعارة تصريحية أو مجاز مرسل من استعمال المقيد في المطلق وقال المبرد : تأويل ابق تباعد أي ذهب إليه . ومن ذلك قولهم عبد أبق . وقد اختلف أهل العلم : هل كانت رسالته قبل التقام الحوت إياه أو بعده ؟