الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع  
{فَلَمَّا جَآءَتۡهُمۡ ءَايَٰتُنَا مُبۡصِرَةٗ قَالُواْ هَٰذَا سِحۡرٞ مُّبِينٞ} (13)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

{فلما جاءتهم آياتنا مبصرة} يعني: مبينة معاينة يرونها {قالوا}: يا موسى {هذا} الذي جئت به {سحر مبين} يعني: بيّن.

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

يقول تعالى ذكره: فلما جاءت فرعون وقومه آياتنا، يعني: أدلتنا وحججنا، على حقيقة ما دعاهم إليه موسى وصحته، وهي الآيات التسع التي ذكرناها قبل. وقوله "مُبْصِرَةً "يقول: يبصر بها من نظر إليها ورآها حقيقة ما دلت عليه... "قَالُوا: هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ"، يقول: قال فرعون وقومه: هذا الذي جاءنا به موسى سحر مبين، يقول: يبين للناظرين له أنه سحر.

التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :

وقيل في معنى مبصرة قولان: أحدهما -أنها تبصِّر الصواب من الخطأ، يقال أبصرته وبصرته بمعنى واحد... الثاني- مبصرة للحق من الباطل، فهي تهدي إليه كأنها تراه. قالوا عند ذلك إنه هذه الآيات "سحر مبين "أي ظاهر.

الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :

المبصرة: الظاهرة البينة. جعل الإبصار لها وهو في الحقيقة لمتأمّليها، لأنهم لابسوها وكانوا بسبب منها بنظرهم وتفكرهم فيها. ويجوز أن يراد بحقيقة الإبصار: كل ناظر فيها من كافة أولي العقل، وأن يراد إبصار فرعون وملئه. لقوله: {واستيقنتها أَنفُسُهُمْ} [النمل: 14] أو جعلت كأنها تبصر فتهدي، لأنّ العمي لا تقدر على الاهتداء، فضلاً أن تهدي غيرها.

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

{فلما جاءتهم آياتنا} أي على يده {مبصرة} أي سبب الإبصار لكونها منيرة ظاهرة جداً، فهي هادية لهم إلى الطريق الأقوم هداية النور لمن يبصر، فهو لا يخطئ شيئاً ينبغي أن ينتفع به.

{قالوا هذا سحر} أي خيال لا حقيقة له {مبين} أي واضح في أنه خيال.

روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني للآلوسي 1270 هـ :

ولعل النكتة في العدول عن فلما جاءهم موسى بآياتنا إلى ما في النظم الجليل الإشارة إلى أن تلك الآيات خارجة عن طوقه عليه السلام كسائر المعجزات وأنه لم يكن له عليه السلام تصرف في بعضها، وكونه معجزة له لأخباره به ووقوعه بدعائه ونحوه، ولا ينافي هذا الإسناد إليه لكونها جارية على يده للإعجاز في قوله سبحانه: {فَلَمَّا جَاءهُم موسى بئاياتنا} [القصص: 36] في محل آخر..

تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي 1376 هـ :

{فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ آيَاتُنَا مُبْصِرَةً} مضيئة تدل على الحق ويبصر بها كما تبصر الأبصار بالشمس. {قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ} لم يكفهم مجرد القول بأنه سحر بل قالوا: {مُبِينٌ} ظاهر لكل أحد. وهذا من أعجب العجائب..

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

هذه الآيات الكثيرة العدد، الكاشفة عن الحق، حتى ليبصره كل من له عينان. ويصف هذه الآيات نفسها بأنها مبصرة، فهي تبصر الناس وتقودهم إلى الهدى. ومع هذا فقد قالوا عنها: إنها سحر مبين! قالوا ذلك لا عن اقتناع به، ولا عن شبهة فيه. إنما قالوه (ظلما وعلوا).

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

أوجز بقية القصة وانتقل إلى العبرة بتكذيب فرعون وقومه الآيات، ليُعتبر بذلك حال الذين كذبوا بآيات محمد صلى الله عليه وسلم وقصد من هذا الإيجاز طي بساط القصة لينتقل منها إلى قصة داود ثم قصة سليمان المبسوطة في هذه السورة. والمراد بمجيء الآيات، حصولها واحدة بعد أخرى وهي الآيات الثمان التي قبل الغرق.

والمبصرة: الظاهرة. صيغ لها وزن اسم فاعل الإبصار على طريقة المجاز العقلي، وإنما المبصر الناظرُ إليها. وقد تقدم في قوله تعالى: {وآتينا ثمود الناقة مبصرة} في سورة الإسراء (59).

تفسير الشعراوي 1419 هـ :

فكأن الآيات نفسها هي المبصرة؛ أو: أن الآيات من الوضوح كأنها تلح على الناس أن يروا وأن يتأملوا، فكأنها أبصر منهم للحقائق.