فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{فَلَمَّا جَآءَتۡهُمۡ ءَايَٰتُنَا مُبۡصِرَةٗ قَالُواْ هَٰذَا سِحۡرٞ مُّبِينٞ} (13)

{ فلما جاءتهم آياتنا } التي كانت على يد موسى حال كونها { مبصرة } أي مضيئة واضحة اسم فاعل أطلق على المفعول نحو ماء دافق ، أي مدفوق إشعارا بأنها لفرط إنارتها ووضوحها تبصر نفسها لو كانت مما يبصر . كقوله : { وآتينا ثمود الناقة مبصرة } وقرئ مبصرة بفتح الميم والصاد ، أي مكان يكثر فيه التبصر ، كما يقال : الولد مجبنة ومبخلة ، والأولى . ونسب الإبصار إليها مجازا لأن بها يبصر . والمعنى إضاءة معنوية في كلها أو حسية أيضا في بعضها وهو اليد .

فلما جاءتهم آياتنا { قالوا هذا } الذي نشاهده من الخوارق التي أتى بها موسى { سحر مبين } واضح ظاهر سحريته .